نظراً للمشكلة الوبائية لفيروس نقص المناعة البشرية المرتفعة لدى مستخدمي المخدرات بالحقن في ليبيا قام المدير التنفيذي لشبكة مينارة الأستاذ إيلي الأعرج بمهمة استطلاعية ومناصرة إلى ليبيا حول الحد من مخاطر استخدام المخدرات في البلد وذلك بالتنسيق مع البرنامج الوطني لمكافحة المخدّرات.
أما حول المشكلة الوبائية فقد نشرت وزارة الصحة الليبية دراسة أجرتها جامعة ليفربول للطب الاستوائي بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وذلك قبل النزاع المسلح في ليبيا حول الوضع الوبائي لفيروس نقص المناعة البشرية بين الفئات السكانية الأكثر عرضة لخطر انتقاله. تشير هذه الدراسة إلى انتشار الفيروس بنسبة 87٪ في صفوف العيّنة المتكوّنة من 328 شخصاً ممّن يتعاطون المخدرات بالحقن؛ و3.5٪ في صفوف العيّنة المتكوّنة من 227 رجلاً يمارس الجنس مع الرجال؛ و15.7٪ في صفوف عيّنة تضم 69 عاملاً في تجارة الجنس. ويعتبر معدّل انتشار هذا الفيروس فيما بين متعاطي المخدرات بالحقن هو الأعلى من أيْ رقم تم الإبلاغ عنه فيما مضى، الأمر الذي يشير إلى الحاجة الملحّة لاستجابة شاملة مستندة إلى الأدلة. وتشير النتائج أيضاً إلى انتشار التهاب الكبد الوبائي بنسبة 90 في المائة فيما بين متعاطي المخدرات بالحقن.
اتسمت المهمة بعدة لقاءات مع صانعي قرار من مدراء برامج وممثلي وزارة الصحة العامة ووزارة الاوقاف وجهاز مكافحة المخدرات والشرطة القضائية وممثلين لبرامج الأمم المتحدة العاملة على المخدرات ومخاطرها بالإضافة لمجموعات من المجتمع المدني كالمستشفيات والجمعيات الأهلية ومجموعة دعم للمتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية.
أظهرت هذه الزيارة أن الاستعدادية للعمل على موضوع الحد من مخاطر استخدام المخدرات موجودة عند كل الجهات العاملة في المجال الصحي والاجتماعي والأمني. إن وجود عدد من منظمات الأمم المتحدة التي تضع خططاً مستقبلية مع وزارة الصحة اللليبية والبرنامج الوطني لمكافحة الأيدز والمجتمع المدني لإدراج استراتيجيات الحد من المخاطر في الاستراتيجية الصحية الليبية يبشر بتغيير للأحسن على صعيد الوضع الوبائي لمستخدمي المخدرات بالحقن. لا ننسى أيضاً العدد الكم من الجمعيات الأهلية المتواجدة والتي تشكل ركن أساسي للعمل على الحد من المخاطر التي عبرت عن حاجاتها التنظيمية، بالإضافة لجهوزية القطاعات الأمنية وتمنيها المتابعة على هذا الصعيد والوازع الديني الداعم لهذه الاستراتيجية. ولكن بالرغم من ذلك فإن الحاجة لبناء القدرات والتأسيس في هذا المجال ملحّة للمساهمة بشكل فعال في الوصول لهذا الهدف.