عقد البرنامج الوطني لمكافحة السيدا برعاية وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور ممثلا بمستشاره الدكتور بهيج عربيد مؤتمرا صحافيا، لمناسبة اليوم العالمي للإيدز، تحت شعار “علاج الإيدز للجميع”، في قاعة محاضرات الإدارة المركزية للجامعة اللبنانية في المتحف، في حضور ممثلة منظمة الصحة العالمية رمزية صباح، ومدير البرنامج الوطني لمكافحة السيدا الدكتور مصطفى النقيب، وممثل الجمعيات الأهلية ماجد حماتو، وممثلين عن قوى الأمن الداخلي ومنظمات الأمم المتحدة والمجتمع المدني وحشد من المهتمين
بداية ألقى الدكتور عربيد كلمة وزير الصحة، وقال: “إن الدراسات والبحوث الحديثة أكدت جدوى إعطاء العلاج الثلاثي بالمضادات القهقرية لحاملي فيروس الايدز، بدءا من إبطاء تطور المرض ومن ثم وقف هذا التطور إلى تحسين حالتهم الصحية، كذلك النفسية والمعيشية، مما يساعد على إعادة انخراطهم في مجتمعاتهم وبيئتهم دون الشعور بنسبة عالية من الوصمة والتمييز، لكونهم يحملون هذا الفيروس”
وأكد أن “سياسات وزارة الصحة العامة التي يتبعها البرنامج الوطني لمكافحة السيدا قد اعتمدت منذ البدء على السياسات العالمية المتبعة في محاربة فيروس السيدا، ألا وهي نشر التوعية بين أفراد المجتمع والحض على استعمال كل وسائل الوقاية للحماية من الإصابة. وقد برهنت هذه الاستراتيجيات عن فاعليتها منذ بدء هذا الوباء في لبنان من حيث الحد من انتشاره ضمن فئات المجتمع المختلفة، ودلت الدراسات الوطنية على السيطرة الكاملة على هذا الوباء عند فئات ناقلي الدم والمتبرعين به والسيطرة شبه الكاملة عند النساء، وبخاصة الحوامل منهم، مما أدى إلى خفض قياسي في عدد الأطفال الجدد المصابين بالفيروس”
أضاف: “إن الإحصاءات الوطنية والدراسات دلت على انخفاض ملحوظ في الاستشفاء لدى حاملي الفيروس والذين يتبعون إرشادات العلاج بشكل صحيح ويواظبون عليه بشكل دائم ومن دون انقطاع، وهذا يشكل دليلا إضافيا على أهمية العلاج وفاعليته. وتعتمد الوزارة في علاج المصابين بالفيروس على معايير دولية يضعها اختصاصيون في مجال العلاج، وتعتمدها منظمة الصحة العالمية. فمن حيث جودة الدواء تعتمد الوزارة على منظمة الصحة العالمية في مراقبة جودة هذه الأدوية وفاعليتها، بالإضافة إلى مواكبة التطورات في حقل الأدوية وإدخال الجديدة منها، والتي توصي بها المنظمة. كذلك تواكب الوزارة التطورات العالمية في البروتوكولات الموضوعة والتي تحكم العلاجات الحديثة، بحيث يتم تحديث البروتوكولات الوطنية دوريا مع التطورات التي تحدث في البروتوكولات العالمية”
وختم بأن “اعتماد هذه الطريقة سوف يرتب علينا كوزارة وكبرنامج وطني تغييرات في الاستراتيجيات، وبخاصة تلك التي ترعى الخطط الموضوعة للوصول إلى فئات معينة من المجتمع، وبالتحديد تلك الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس كعاملات الجنس ومتعاطي المخدرات عن طريق الحقن والمثليين الجنسيين. وإذ نؤكد حرصنا الدائم على صحة المواطن وعيشه الكريم وحقه في العناية والعلاج، لا يسعنا إلا التنويه بالشراكة الايجابية بين وزارة الصحة والجمعيات الأهلية والمجتمع المدني، ومن خلال هذا التعاون المشترك تتمكن الوزارة من ايصال رسائلها التوعوية وخدماتها الصحية إلى كل أرجاء الوطن. وقد حققت هذه الشراكة وهذا التعاون الايجابي نجاحا ملحوظا في مجال مكافحة الايدز والحد من انتشاره في لبنان، وظهرت النتائج بالأرقام لدى البرنامج الوطني لمكافحة السيدا، ونتمنى أن تتطور هذه الشراكة أكثر لتحقق المزيد من النجاحات التي تصب في مصلحة الجميع”
ثم ألقت السيدة رمزية صباح كلمة المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور علاء الدين العلوان، وشدد فيها على أن “زيادة إمكان الحصول على العلاج المضاد للفيروسات القهقرية أمر أكثر تعقيدا من مجرد إتاحة الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، إذ يتطلب ذلك أن تبذل الحكومات جهودا منسقة بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني والأشخاص المتضررين من المرض والقطاع الخاص، بغرض إشراك المتعايشين مع الفيروس في سلسلة الرعاية الخاصة به”
بدوره تحدث السيد ماجد حماتو، ممثل الجمعيات الأهلية إلى دور المجتمع الأهلي في تعزيز الوقاية، عن أهمية تعزيز الجهود للسيطرة على الوباء عام 2030
واعتبر “أننا في سباق تحدي مع فيروس الايدز في منطقتنا التي لا زال الايدز يشكل فيها أرقاماً مرتفعة. ويزيد قلقنا الأوضاع المضطربة التي تمر بها منطقتنا العربية، والتي تعطل في جانب منها إمكانية وصول الخدمات العلاجية والدوائية لعدد كبير من المصابين”
وأضاف “أمامنا خمس سنوات للوصول للعام 2020 لنحقق أهداف 90،90،90، أي أنه بحلول عام 2020: 90% من المتعايشين مع المرض يعرفون حالتهم، 90% من الأشخاص الذين يتم تشخيصهم يتلقون العلاج، 90% من الناس الذين يتلقون العلاج ازدادت مناعتهم وتوقفوا عن أن يكونوا ناقلين للعدوى
وأكد في الختام ” في مناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإيدز أن هذه القضية قضية مجتمعية وطنية تعني كافة الفرقاء من وزارات وهيئات رسمية ومجتمع أهلي ومؤسسات دولية والأشخاص المعنيين أنفسهم. نحتاج الى نماذج رائدة في التشبيك بين الفرقاء والمعنيين تكون قائمة على شراكات حقيقية وتوزيع للمسؤوليات والأدوار بما يضمن تحقيق أهداف الاستراتيجية العربية والمضي قدماً في هذا المجال”
إحصاءات البرنامج الوطني
بعد ذلك، أعلن مدير البرنامج الوطني لمكافحة السيدا الدكتور مصطفى النقيب عن إحصاءات البرنامج والتي تظهر أن عدد الإصابات الجديدة بلغ حتى تشرين الثاني 113، أما العدد المتراكم للمصابين في لبنان فهو حتى تشرين الثاني 2015، 1893 مصابا، من بينهم 63،7% حاملو الفيروس، 19،5 في المئة مصابون بالسيدا، كما أن 85،8% من الرجال و14،2 % من النساء، 31،8% من هؤلاء تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة، و38،1% تراوح أعمارهم بين 30 و49 سنة. كما أن 81،4% من هؤلاء قد أصيبوا بالداء نتيجة علاقاتهم الجنسية، و34،5% هم مثليون و15% هم متعددو العلاقات الجنسية